تتعرض شريحة كبيرة من الرجال لمشكلة تضخم البروستاتا مع التقدم العمريّ، وكثيرًا ما يتساءلون عما إذا كان هناك إمكانية لعلاج تضخم البروستاتا باستخدام الأعشاب، وهو ما سنجيب عليه من خلال ذلك المقال، كما أننا سنتعرض إلى إجابات هامة تتعلق بكيفية الكشف عن تضخم البروستاتا والأسباب والأعراض الشائعة لها.
يجب الإشارة أولًا أن أسباب تضخم البروستاتا غير معروفة حتى الآن، وإن كانت تتعلق بصورة أساسيّة في تغير التوازن الهرمونيّ داخل جسد الرجل مع التقدم العمريّ، حيث أنه من المعروف أن غدة البروستاتا تنمو مع مرحلة البلوغ ولكن يستمر ذلك النمو مع معظم الرجال و يسبب تضخم البروستاتا عند مرحلة الستين والثمانين من العمر، وإن كانت تندر الإصابة بذلك للرجال الأقل من أربعين عامًا.
يمكن كذلك أن يكون الرجال الذين يعانون من الوزن الزائد أو أمراض السكر والقلب أن تكون احتمالية الإصابة بـ تضخم البروستاتا أعلى من غيرهم، خاصة إذا كان هناك تاريخًا عائليًا لدى الأقارب من الدرجة الأولى بمشكلة البروستاتا المتضخمة.
بعد الإجابة عن أمر لماذا تتضخم البروستاتا بالنسبة لعوامل الخَطر السابقة تلك، فإن العلامات الشائعة تتضمن :
الرغبة الزائدة في الليل للتبول
تكرار الحاجة إلى التبول حتى بعد تفريغ المثانة
الصعوبة في البدء وإنهاء التبول
تدفق ضعيف للبول أو متقطع
لا يتعلق حجم أو شكل البروستاتا المتضخمة بشدة الأعراض، ولكنها تميل إلى أن تكون أشد مع مرور الوقت، وأحيانًا ما يلاحظ المصابين بـ تضخم البروستاتا دمًا في البول الخاص بهم أو ظهور مشاكل بالمسالك البولية مثل العدوى.
يمكن أن يحمل إهمال علاج تضخم البروستاتا عدة مضاعفات مختلفة مثل ضرورة اللجوء إلى عملية القسطرة للمساعدة في تفريغ المثانة لمنع تراكم البول، وكذلك زيادة احتمالية التعرض لعدوى المسالك البولية والتي يمكن أن تعرضك لخطر استئصال أو إزالة جزء من غدة البروستاتا.
في بعض الأحيان ونتيجة لفقدان القدرة على تفريغ المثانة فإن هناك حصوات تتكون بها وهو ما يزيد أعراض تضخم البروستاتا سوءًا من حيث البول المختلط بالدماء، والتدفق غير الطبيعي للبول، ومن الممكن أن يؤدي الإجهاد المستمر للمثانة لتلفها تمامًا رجوعًا إلى إنهاك جدارها العضليّ وهو ما يُفقد المريض القدرة على التحكم بالبول.
ورُغم أن تلك المضاعفات نادرة الحدوث لـ تضخم البروستاتا ولكن الأخطر هو إمكانية امتداد العدوى إلى الكلى وتلفها وهو ما يكون مُهددًا لحياة المريض لأن الكلى مسئولة بشكلِ أساسيّ على تنقية الجسم من السموم والفضلات وهو يعني أن جسم مريض تضخم البروستاتا سيصبح مخزنًا لهم.
علاج تضخم البروستاتا الدوائيّ
يمكن أن يصف الطبيب في حالات تضخم البروستاتا الخفيفة والمتوسطة حاصرات ألفا التي تعمل على استرخاء كلًا من المثانة و خلايا وألياف البروستاتا وهو يسهل عملية التبول.
يمكن كذلك أن يتجه إلى معالجة تضخم البروستاتا بـ مثبطات ريدكتيز التي تخفف من تضخم البروستاتا عن طريق الحَد من المشكلة الهرمونية التي تسببها ويمكن أن تأخذ فترة أطول نسبيًا (حواليّ ست أشهر) لبدء ملاحظة التحسن.
في بعض الحالات لا يجد المريض فعالية ملحوظة في موضوع أيًا من الدوائين السابقين منفصلًا، لهذا يلجأ الطبيب إلى خلط العقاقير لرفع كفاءتهم والوصول إلى نتيجة مرجوة أسرع.
ونظرًا لأن بعض الدراسات أوضحت أن هناك أدوية موصوفة أساسًا للضعف الجنسيّ يمكنها التخفيف من مشاكل تضخم البروستاتا، فإن الطبيب ربما يصفها في حالات ما حسب حالة المريض المناسبة.
علاج تضخم البروستاتا الجراحيّ
إذا كنت تُفضل علاج تضخم البروستاتا جذريًا ونهائيًا، وحالتك تسمح بذلك، ولم يكن العلاج الدوائيّ فعالًا في تخفيف الأعراض وأصبحت أشد بشكلِ يعيق الحياة الطبيعيّة أو معاناتك من مضاعفات سيئة كحصوات المثانة أو المشاكل الكلويّة، يُمكن أن يكون التدخل الجراحيّ الأنسب لك، وهذا سواء أكان استئصال البروستاتا عبر الإحليل والتي لا يترك بها الجراح سوى الجزء الخارجيّ من الغدة، وهذا يُسرع من عملية تحسين تدفق البول.
ويمكن اختيار علاج تضخم البروستاتا عبر شق الغدة من خلال الإحليل وهذا يسهل من مرور البول وهذا في حالات تضخم البروستاتا الخفيفة والمعتدلة
علاج الموجات الحرارية عبر الإحليل والتي تعمل على انكماش غدة البروستاتا المتضخمة ويمكن أن تأخذ وقتًا أكبر نسبيًا حتى يلاحظ المريض النتيجة والتحسن الذي يريده.
الاستئصال عبر الإحليل بالإبرة لـ علاج تضخم البروستاتا من خلال إزالة الجزء الزائد من غدة البروستاتا بحرقها، ووقتها يسمح بوجود مجرى للبول للخروج، ولكن ذلك الإجراء تحديدًا نادر الاستخدام.
علاج بالليزر الذي يفتت الجزء المتضخم من غدة البروستاتا ويعمل على الإزالة لها، وهو أقل من حيث الأعراض الجانبية لما بعد العملية مُقارنة بالجراحة التقليدية,
رفع الاحليل البروستاتي الذي يعمل على إفساح مكانًا لمرور البول وزيادة تدفقه من خلال ضغطًا بعلامات لجوانب الغُدة البروستاتية كـ علاج تضخم البروستاتا .
علاج تضخم البروستاتا بالأعشاب
لا يعدك ذلك النوع من العلاج لـ تضخم البروستاتا بالتحسن السريع ولكنه على الأقل سيساعدك على تخفيف أعراض البروستاتا المتضخمة بصورة كبيرة، ويتميز بكونه أكثر أمانًا ونادرًا ما يشمل أثارًا جانبية، ولكن هذا لا يمنع أنه قبل الإقدام على خطوة استهلاك أي نوع من العلاج العشبيّ للبروستاتا بضرورة استشارة الطبيب المختص حتى لا يؤثر على صحتك العامة.
يُمكن لعشبة البلميط المنشارية أن تخفف من تضخم البروستاتا من خلال إعاقة التغيير الذي يحدث لهرمون الذكورة ويؤثر على حجم البروستاتا بالتبعية، هذا إلى جانب أزهار الصبار التي تعد فعالة في أمر علاج تضخم البروستاتا بالأعشاب، وكذلك تنظيف المسار البوليّ وتخفيف احتمالية الإصابة بالالتهاب أو الحصوات الكلويّة.
وبالإضافة إلى ما سبق، تعتبر الأعشاب والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مكون رائع لتضمينه في نمطك الغذائيّ لـ علاج تضخم البروستاتا نسبيًا، ويمكنك فعل ذلك من خلال إدخال التوت وهو من المصادر الغنية بها، وكذلك ما هو غنيّ بمادة الليكوبين مثل الطماطم الذي يحتوي على مضادات الأكسدة كذلك.
يمكنك كذلك الاستفادة من المصادر الغنية بـ عنصر أوميجا 3 مثل أسماك السلمون والسردين في علاج تضخم البروستاتا ومنع احتمالية الإصابة لها لأنها مضادة للالتهابات بصورة طبيعية.
ويمكن للزنك علاج تضخم البروستاتا عبر تناوله من مصادره الطبيعية كالمكسرات والبقوليات وهي تعمل على موازنة هرمونات الذكورة، كما تعمل مصادر فيتامين سي مثل البرتقال واليوسفي وعائلة الحمضيات أن تحمي غدة البروستاتا من التعرض للتضخم.
لابد من الإشارة إلى أن هناك ارتباط بين تضخم البروستاتا والانتصاب ، حيث أن بعض الطرق الخاصة بـ علاج تضخم البروستاتا تتسبب في القذف الارتجاعي مثل حاصرات ألفا وهو ما يقلل من الخصوبة.
من الممكن أيضًا أن يعمل التدخل الجراحيّ في علاج البروستاتا المتضخمة على ضعف الانتصاب، وبالتالي يمكن أن تصبح العلاقة بين تضخم البروستاتا والانجاب مؤثرة على الأخيرة سلبًا، لأنها تقلل من خصوبة الرجل نَظرًا للتقليل من الحيوانات المنوية وحجمها وحركتها، وهو ما يضعف عملية التخصيب الناجحة في أي عملية جنسية، لهذا السبب يجب سؤال الطبيب على الآثار الجانبية المتوقعة لأي تدخل سواء أكان بالأدوية أو جراحي للاستعداد النفسيّ لها وكذلك اختيار الأنسب لـ علاج تضخم البروستاتا بناءًا على تفضيلاتك.
المصادر
