تُعد أمراض البروستاتا من أكثر المشاكل المقلقة للرجال وعلى رأسها مشكلة تضخم البروستاتا التي لا يمكن التحكم بها كاملًا، وعادة ما تحدث تلقائيًا مع التقدم بالعُمر، وهو ما يُسمى بتضخم البروستاتا الحميد ومنذ البداية يجب القول أنه لا يعد سرطانًا بأي شكل من الأشكال، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل خلال هذا المقال.
موقع البروستاتا في جسد الذكور يجعلها منخرطة في وظيفتين واحدة تتعلق بعمليات الجهاز البوليّ، والأخرى تتعلق بنشاط الرجال الجنسيّ، وهذا لأنها تحيط بجزء من مجرى البول وهو الإحليل، وفي نفس الوقت تعمل على إنتاج السائل المنويّ من القضيب (العضو الذكريّ التناسليّ)
عند تضخم البروستاتا، فإن الغدة تبدأ بالزيادة في الحجم لتؤدي إلى شكل البروستاتا المتضخمة والتي تضغط على مجرى البول، مُسببة أعراضًا مُزعجة خاصة فيما يتعلق بالوظائف الأساسية الخاصة بها مُسببة اضطرابات بولية وجنسية.
الإجابة لسؤال لماذا تتضخم البروستاتا ليس معروفًا حتى الآن، فالمعروف أن الغدة تبدأ بالنمو منذ فترة البلوغ، وللغالبية العظمى للرجال فإن ذلك النمو ينتج عنه تضخم البروستاتا الحَميد وهو حالة شائعة، إن كنت تعاني منه فأنت لست وحدك، بل معظم الرجال معرضين لذلك مع التقدم بالسن وتغيّر مستوى الهرمونات.
كما أشرنا سابقًا فالحجم المتضخم للبروستاتا يتسبب بالضغط على المجرى الخاص بالبول وهذا يسبب عدة علامات تستدعي استشارة طبيب لعلاج تضخم البروستاتا وهم :
صعوبة البدء بالتبول
التقطير عند الانتهاء من التبول
ضعف تدفق البول عند البداية
تلك الاضطرابات البولية الناتجة عن تضخم البروستاتا فهو يشكل ضغطًا على المثانة لتضاعف جهدها في إخراج البول، وهذا ما يتسبب لعضلاتها بالضعف مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلة سلس البول بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل :
الرغبة الملحة طوال الوقت في التبول
الذهاب لتفريغ المثانة فيما يقارب ثمان مرات أو أكثر
ظهور البوال الليلي وهو الرغبة في التبول بالمساء أكثر من المعتاد
تعرضك لمشكلة التهابات المسالك البولية لعدم القدرة على التحكم في البول وزيادة البكتيريا
حصوات المثانة من الممكن أن تكون من مضاعفات تضخم البروستاتا
احتمالية التعرض إلى النزيف إذا لم يتم علاج تضخم البروستاتا
في بعض الأحيان كذلك ترك تضخم البروستاتا دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطرة مثل احتباس البول الذي يستدعي استخدام قسطرة بولية، أو تلف المثانة كليًا نَظرًا للإجهاد الواقع عليّها خاصة مع عدم القدرة على تفريغها بالكامل، وبالتالي يضعف الجدار العضليّ كما أشرنا سابقًا.
ومن مشاكل تضخم البروستاتا المُهددة للحياة هي حدوث ارتدادًا للبول نحو الكلى ليتسبب بتلفها بمرور الوقت.
الجدير بالذكر أن تلك المضاعفات واردة ولكن هناك شريحة عريضة من الرجال المصابين بتضخم البروستاتا لا يتعرضون إلى تلك المضاعفات حيث أنها نادرة الحدوث، وليس هناك من أي علاقة بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا، وليس هناك من أية دراسات توضح أن الإصابة بالأولى يَعني وجود خلايا سرطانية بأي حال من الأحوال أو حتى ترفع احتمالية الإصابة بها.
على الرغم أن مشكلة تضخم البروستاتا والقدرة الجنسية للرجال هي علاقة عكسية، فكلما تضخمت البروستاتا قلت القدرة على انتصاب العضو الذكريّ.
في بعض الأحيان أيضًا يؤدي علاج تضخم البروستاتا إلى الضعف الجنسيّ وآثارًا سلبية على الحياة الجنسية للمريض، ولكن حسب الدراسات الحديثة فإن علاج ضعف الانتصاب قادرًا على تحسين مشكلة التضخم.
أما بالنسبة لـ تضخم البروستاتا والانجاب فمن الوارد أن تنخفض نسبة الخصوبة لدى المصابين بـ تضخم البروستاتا نظرًا لمشكلة الانتصاب الصحيح ومشاكل القذف وهو ما يستدعي علاج تضخم البروستاتا .
تعتمد طرق علاج تضخم البروستاتا على عدة عناصر، خاصة مع البدائل المتنوعة الموضوعة قيد الاختيار، حيث تتضمن الاختيارات الاعتماد على حجم الـ تضخم البروستاتا وعلى المرحلة العُمرية الخاصة بالمريض، والحالة الصحية العامة، ومدى سوء الأعراض أو تأثيرها على نمط حياتك.
في حالة كانت اعراض تضخم البروستاتا لا تؤثر على حالة المريض العام، فمن الممكن إتباع خطة المراقبة اليقظة خاصة لأن معظم مشاكل البروستاتا المتضخمة تتحسن في بعض الأحيان دون التدخل العلاجيّ.
في حالة علاج تضخم البروستاتا الخفيف والمعتدل، فاللجوء إلى الأدوية هو الحل الأمثل وهذا من خلال حاصرات ألفا التي تعمل على مُساعدة عضلات المثانة في الاسترخاء وبالتالي تقليل الشعور بالألم وتحسين عملية التبول، وذلك الخيار يمكن أن يكون له آثار جانبية خفيفة مثل القذف الارتجاعي أو الدوار.
في بعض الأحيان يلجأ الأطباء إلى مثبطات ريدكتيز التي تقلص تضخم البروستاتا من خلال التحكم في التغيّرات الهرمونية المسببة لهذا النمو، ولكن لهذا البديل آثرًا جانبيًا يشمل ارتداد السائل المنوي ناحية المثانة وليس خلال مجرى البول لطرف العضو الذكريّ.
وأحيانًا ما يتم الدمج بين المنهجين السابقين للوصول إلى مرحلة تكون نسب العقاقير فعالة في علاج تضخم البروستاتا، ومن الممكن أن يتم وصفًا لعلاج تضخم البروستاتا باستخدام عقار معالج للضعف الجنسيّ.
يمكن عندها اللجوء إلى التدخل الجراحيّ سواء الطفيف أو الجذريّ لـ علاج تضخم البروستاتا وهذا في حالة لم يكن هناك تحسن ملموس من خلال الأدوية، أو تعرض الجهاز البوليّ للانسداد، وكون الأعراض تميل إلى الشدة مع ظهور دمًا عند خروج البول، أو رغبة المريض بصورة أساسية في علاجِ جذريّ للمشكلة، مع العلم أن التدخل الجراحيّ يمكن أن يسبب مضاعفات أخرى.
يمكن أن يشمل التدخل الجراحيّ أساليب مثل التخلص من البروستاتا نهائيًا من خلال استئصالها عبر أنبوب الإحليل، أو علاج تضخم البروستاتا من خلال الموجات الحرارية، أو انتزاع البروستاتا بالإبرة من الإحليل، أو من خلال الليزر وغيرها من الخيارات الجراحيّة الأخرى الأكثر تعقيدًا والتي عادة ما يتم استبعادها إذا كان المريض مصابًا بـ :
التهابات المسالك البولية التي لم يتم علاجها
ضيق الإحليل
تاريخ سابق بالتعرض للإشعاع أو جراحة الجهاز البوليّ
الاضطرابات العصبية مثل التصلب المتعدد
في جميع الحالات يمكن لنمط الحياة الطبيعية الأكثر صحية أن يقلل من مشكلة تضخم البروستاتا، مثل التقليل من استهلاك السوائل في الفترة المسائية خاصة قبل النوم، والتوقف عن شرب السوائل المُدرة للبول وعلى رأسها الغنية بالكافيين والمشروبات الكحوليّة حيث يسببا التهاب المثانة.
من الممكن أيضًا لتفريغ المثانة عند الشعور بحاجة التبول أن يخفف من إجهاز الجدار العضليّ للمثانة الذي سبق أن تحدثنا عنه، وتنظيم مواعيدًا ثابتة في اليوم للتبول للقضاء على الرغبة في التبول المتكرر، ومحاولة القيام بالتبول تدريجيًا، أي تكرار عملية إفراغ المثانة لمرة ثم الإنتظار دقائق ومعاودة الكَرّة مُجددًا لضمان خلو المثانة تمامًا من أي بول.
في حالة كان يعاني المريض من الوزن الزائد، فمن الممكن لنظامِ غذائيّ متوازن يعتمد على تقليل السعرات الحرارية أن يساعده على خسارة الوزن وبالتالي تحسين الحالة العامة للمشكلة، وكذلك محاولة البقاء في أماكن ذات طابع دافيء نسبيًا لأن البرودة تتسبب في الشعور الملح للتبول.
كما يمكنك أن تسأل الطبيب عما إذا كان يناسبك أن تتوقف عن تناول مضادات الاحتقان لأنها تتسبب في شد عضلات المثانة والذي بدوره يجعل عملية التبول مؤلمة، وهو ما سينصحك بالأفضل حسب حالتك وخطته لـ علاج تضخم البروستاتا .
تعرف اكثر على تضخم البروستاتا
المصادر