يتساءل الكثير عن ما هو الالتهاب السحائي وهل هناك من هو معرضًا له أكثر من غيره؟ أجل! هناك عوامل خطر تعزز من احتمالية الإصابة ولكن هذه هي الإجابة المختصرة التي لا تناسب قائمة طويلة أخرى من الأسئلة على غرار كونه مُعديًا أم لا، ومدى تأثيره على الأطفال، وغيرهم من الأسئلة التي تظهر ما إن يُذكر المرض وهذا نَظرًا لاحتمالية تهديد الالتهاب السحائي لحياة المريض ومستدعيًا للقلق لخطورته.
في هذا المقال من اطلب طبيب سيمكنك أن تتعرف أكثر عن اعراض الالتهاب السحائي وكيف ينتقل ليكون مُعديًا، وكذلك عن إصابته للكبار أو الأطفال، والمعلومات الكاملة عنه.
الالتهاب السحائي هو ما يُصيب السحايا وهي الأغشية والسائل الذي يغلف الدماغِ ومنطقة الحبل النخاعيّ وتلك السحايا عبارة عن ثلاث طبقات. ما الذي يجعل تلك السحايا تلتهب؟
يصاب الشخص بـ الالتهاب السحائي نتيجة العدوى الفيروسية في أغلب الحالات، ولكن في حالات أخرى تظهر بسبب عدوى بكتيرية، ولكن في الحالتين تتطلب التدخل العلاجيّ حتى لا تتطور لتصبح مُهددة للحياة مع مضاعفاتها الخطيرة.
البدائل العلاجيّة لالتهاب السحايا تختلف حسب نوعه والسبب الذي أدى لوجود في المقام الأول، وعلى الرغم أن كما أشرنا سابقًا فإن الفيروسات والبكتيريا تتسبب بصورة أساسية في الالتهاب، ولكن بعض الأشخاص يصابون به بسبب التفاعلات الكيميائية، أو ردات فعل تحسسية من جهازهم المناعية.
كما أن مرضى الأورام والساركويد ترتفع احتمالية إصابتهم بالالتهاب السحائيّ أكثر من غيرهم.
الالتهاب السحائي البكتيريّ
يُمكن للبكتيريا أن تسبب الالتهاب السحائيّ عند دخولها لمجرى الدم، ويمكن أن تصل تلك البكتيريا من خلال التدخلات الجراحية أو بسبب مشاكل طبية أخرى مثل التهاب الأذن، أو كسر الجمجمة، حتى أن التهابات الجيوب الأنفية يمكنها أن تسبب التهاب السحايا.
يمكن أن يحدث الالتهاب الحاد نتيجة المكورة الرئوية الأكثر شيوعًا لـ الالتهاب السحائي عند الاطفال والبالغين على حدِ سواء، أو المكورة السحائية التي تصيب الجهاز التنفسيّ العلويّ بنسبة عالية من العدوى، وذلك النوعين يمكن للقاح أن يقي منهما، ولكن في حالة كان الشخص مُخالطًا لأخر مصابًا بالتهاب السحايا فلابد أن يتلقى العلاج الوقائيّ حتى وإن كان مُلقحًا.
وبالنسبة لـ الالتهاب السحائي عند الاطفال فعادة ما كان يسببه المستدمية النزلية، ولكن اللقاحات خفضت نسبة الإصابة إلى حدِ كبير، وهناك أيضًا بكتيريا الليسترية المستوحدة التي يكثر أن تصاب الحوامل وحديثو الولادة وكبار السن، والمصابون باضطرابات الجهاز المناعيّ بها، ولها مضاعفات خطيرة في حالة إصابتها للحامل، من بينها وفاة الجنين خلال الأشهر الأخيرة.
الالتهاب السحائيّ الفيروسيّ
يكون الالتهاب الفيروسيّ أقل حِدة من الالتهاب البكتيريّ ويمكن أن يشفى تلقائيًا دون التدخل العلاجيّ، وعادة ما ينتج هذا النوع من التهاب السحايا مجموعة من الفيروسات المعوية أو الفيروسات المنقولة جنسيًا مثل الهربس.
الالتهاب السحائيّ المزمن
تتشابه أعراض التهاب السحايا المزمن مع النوع الحاد، وعادة ما يتطور ببطيءِ خلال فترة 14 يومًا أو أكثر، ليظهر كما لو أنه التهابًا سحائيًا حادًا لتشابه الأعراض والعلامات الدالة عليه بين النوعين.
التهاب السحايا الفطريّ
على الرغم من كونه غير شائعًا، ويتشابه مع علامات الالتهاب السحائيّ الحاد ولكن هذا النوع غير مُعديًا أي أنه يقتصر على حامل العدوى فحسب، وغالبًا ما ينتج عن التعامل مع بعض المواد كالتربة والخشب العتيق وبعض فضلات الطيور، وغالبًا ما يصيب الذين يعانوا من اضطراباتِ مناعية كفيروس الإيدز، وفي بعض الأحيان تتكرر الإصابة بهذا النوع من الالتهاب الفطريّ حتى بعد التعرض للعلاج.
الالتهاب السحائيّ الطفيليّ
يُسمى أيضًا بالالتهاب اليوريني السحائيّ، وهذا نَظرًا لنوع الطفيليات الذي يسببها، على الرغم من كون هذا النوع الطفيليّ نادر الحدوث، هناك أيضًا طفيليات أخرى مثل الالتهاب السحائيّ الأميبيّ، أو داء الكيسات المذنبة، أو الملاريا الدماغية.
وغالبًا ما يُصاب الشخص بتلك الطفيليات عبر الأطعمة الملوثة، ولكنها لا تنتقل من شخصِ لأخر.
إقرأ أيضًا هل الاسهال من اعراض كورونا ؟ إعرف الإجابة مع اطلب طبيب
أجل، الالتهاب السحائيّ مُعديًا إلا في حالات معينة كما ذكرنا آنفًا، وتزداد احتمالية الإصابة وتعرض المرء للعدوى إن توافرت به عوامل الخَطر المختلفة مثل :
عدم تلقي لقاح الالتهاب السحائي سواء أكانت المخصصة للأطفال أو البالغين
العامل العمري يرفع احتمالية الإصابة الأطفال الأقل من الخمس سنوات، والأشخاص الأقل من العشرون عامًا
الاختلاط مع أشخاص قد لا يكونوا تلقوا التطعيم ( السكن الجامعيّ - المدارس الداخلية - دور رعاية الأطفال النهارية .. إلخ )
السيدات الحوامل لديهن نسبة أعلى في الإصابة بالالتهاب السحائي
المشاكل المناعيّة والأمراض المزمنة التي تؤثر على الجهاز المناعيّ مثل السكريّ
لا تختلف مسببات التهاب السحايا لدى الكبار عن الصُغار، وفوق التعرض لتلك المسببات، فهناك عوامل خَطر ما تُزيد من احتمالية الإصابة مثل عدم تلقيّ تطعيم الالتهاب السحائي في الوقت المناسب لفترتك العُمرية، وبالحديث عن العُمر، فالفترة العُمرية الأقل من خمسة سنوات، والأقل من عشرين عامًا تشيع إصابتهم بالتهاب السحايا أكثر من غيرهم.
في بعض الأحيان تزداد الإصابة حتى مع تطعيم الالتهاب السحائي في البيئات المزدحمة كالمدن الجامعية، أو القواعد العسكرية، والمدارس الداخلية، وغيرها من الأماكن التي تتطلب احتكاكًا لفترات طويلة، ومثلما أشرنا سابقًا فالنساء الحوامل أكثر عُرضة للإصابة بالالتهاب الليستريّ السحائيّ والذي يشمل مضاعفات خطيرة كموت الجنين كما سبق وذكرنا.
هذا بالطبع إلى جانب الاضطرابات الصحية التي تقلل من قدرة الجهاز المناعيّ على التصديّ للمسببات للالتهاب السحائيّ، سواء أكان مرض العوز المناعيّ البشريّ، أو إدمان الكحوليات، ومشكلة اضطراب مستوى السكريّ في الدم.
الصداع القويّ الذي تختلف شدته عن أي صداع أخر مع الرغبة في التقيؤ
ارتفاع شديد في درجة الحرارة بصورة مفاجئة
تيبس منطقة الرقبة
اضطرابات التركيز والشهية والنوم
التحسس من الضوء والحساسية الجلديّة (الطفح الجلديّ)
أما بالنسبة لأعراض الالتهاب السحائي عند الاطفال أو الرُضع أو المولودين حديثًا فلا تختلف الأعراض كثيرًا، فتظهر الحُمى، والخمول وكثرة النوم مع صعوبة إيقاظه، والتقيؤ المستمر، وانتفاخ أعلى رأس الطفل في الجزء الرخو، كما أنه يشيع لدى الأطفال عند الإصابة كثرة البكاء دون فائدة من تهدئته وأحيانًا ما تتصاعد نوبة بكاءه والصراخ عندما يُحمل من أحد.
بعدما تحدثنا عن هل الالتهاب السحائي معدي وأعراضه والاختلاف ما بين مسببات الالتهاب المختلفة، فإن العلاج يعتمد على النوع، على سبيل المثال :
يحتاج النوع البكتيريّ للمضادات الحيوية الوريدية أو الكورتيكوستيرويدات ( تختلف الجرعة والفترة حسب كل حالة )
النوع الفيروسيّ يتضمن نمطًا صحيًا للمصاب حتى يتعافى من تلقاء ذاته إلى جانب المسكنات واقتراح استهلاك السوائل
أما بالنسبة للأنواع الأخرى، يقرر الطبيب البرنامج العلاجيّ المناسب سواء أكان من مضادات الفيروسات أو المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، مع العلم أنه لابد من سؤال الطبيب على أية آثار جانبية محتملة لأن هناك ما يحتمل أن يكون خطيرًا.
هل تُريد معرفة المزيد؟ إذًا إليك 10 نصائح للوقاية من الالتهاب السحائيّ :
تلقي التطعيمات حسب الجدول الزمنيّ المخصص وهي أهم خطوة للوقاية والحماية من الالتهاب
تجنب استخدام أية أدوات لا تخصك فيما يتعلق بالنظافة الشخصية كفرشاة الأسنان الشفاه
إحرص على غسل اليدين باستمرارِ، تحميك تلك الخطوة من الجراثيم التي تنتشر حولك طوال الوقت
نَبه على أطفالك وعلى من حولك بدورهم ألا يتناولوا الطعام وبعد قضاء الحاجة أو الاختلاط إلا بأيدي نظيفة بعد غسلها
تخصيص أدوات للطعام والمشروبات لك سواء أكانت شفاطات أو معالق أو الشوك أو أطباق
الحفاظ على نمطِ حياتيّ صحيًا بالنوم لعدد ساعات كافي يوميًا وقدر مناسب من الرياضة، والطعام الصحيّ
إن كنت تسعل باستمرارِ أو مُحاط بشخصِ يسعل بقوة إنصحه بوضع يده على فمه وكذلك إفعل أنت لمنع أي عدوى من الانتشار
إدخل في نظامك الغذائيّ الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والخضروات لتقوية جهازك المناعيّ
السيدات الحوامل عليهن تجنب أي جُبن غير مُعقم والحرص على الطهو السليم للحوم
تجنب المخالطة الحميمية إن كان شريكك يعاني من السعال ولم يُشخص بعد بمرضِ مُبرر ونصحه بالتوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج
يمكن للالتهاب السحائيّ أن يكون خطيرًا لهذا من الضروريّ تلقي جدول التطعيمات كاملًا المُقرر أخذه في الطفولة وحتى في فترة البلوغ، إلى جانب ضرورة التعافي من التهاب السحايا قبل التخطيط للحمل، وإن كان الحل الأفضل هو تنظيم الوجبات وإتخاذ نمطًا حياتيًا أفضل.
إقرأ أيضًا عن لتتعرق.. وتبكي.. وتنمو! تعرف على وظائف الغدد الصماء داخل جسمك داخل مدونة اطلب طبيب المخصصة لتوفير المعلومات الكاملة عن الطب والأمراض الشائعة والنادرة على حدِ سواء.
إن كنت تعاني من أية أعراض مُقلقة مؤخرًا إحجز زيارة منزلية مع أحد أطبائنا للتشخيص والحصول على البرنامج العلاجيّ المناسب لحالتك.
المصادر :
