لماذا التهاب الكلية الخلاليّ معرفته هامة؟ تُعد الكلى هي المسئول الأول والرئيسيّ على حماية جسدك من أية سموم أو عناصر كيميائية زائدة عن حاجة الإنسان، وبالتالي أي خلل بها يؤدي إلى تراكم تلك النفايات والسوائل بكميات كبيرة داخلك وهو ما يؤدي تدريجيًا إلى تلف الكلى ويمكن أن يصل إلى الفشل الكلويّ التام وهو ما لا يجب الوصول إليه تجنبًا لعملية الغسيل الكلويّ أو الحاجة لزرع كلى بديلة.
ومن بين الأمراض التي تؤثر على صحة الكلى هي التهاب الكلية الخلاليّ الذي ستتعرف عنه بالتفصيل في هذا المقال، وسنتناول الأسباب والأعراض وكذلك أهم الأعراض التي يمكنك ملاحظتها.
يصيب التهاب الكلية الخلاليّ الأنابيب الكلويّة بصورة أوليّة وهذا من خلال الانتفاخ الذي يصيبهم مؤثرًا على عملهم الذي يقضي بامتصاص السوائل والمواد العضوية المهمة، وإفراز المواد التي لا تحتاجها خلال عملية البول في سبيل تصريفها للخارج، وبالتالي تنخفض كفاءتهم عندما يصيبهم التهاب الكلية الخلاليّ بالانتفاخ.
ينتج عن التهاب الكلية الخلاليّ بعض الأعراض التي يمكن أن تكون خفيفة أو أشد حسب مرحلة المرض، ولكن في بعض الأحيان وعند تجاهلها أو عدم اتخاذ اللازم معها فإن المريض يعاني من فشلِ كلويّ يستدعي التدخل بغسيل الكلى بصورة دوريّة أو زرع كلى بديلة في حالة التلف التام.
هل تريد معرفة المزيد عن البدائل العلاجيّة في حالات توقف الكلى عن عملها؟ سيفيدك الإطلاع على ذلك المقال ما هو علاج القصور الكلوي ؟ تعرف على البدائل والعلاج بالأعشاب
في كثير من الأحيان يكون المرض ناتجًا عن رد فعل تحسسيّ من بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، أو مضادات الالتهاب التي تُستخدم بشكلِ مكثف لتسكين الآلام، وكذلك الأدوية العلاجيّة لحمض المعدة الزائد مثل مثبطات مضخة البروتون.
تشيع الإصابة بـ التهاب الكلية الخلاليّ أكثر لدى كبار السن، خاصة للاستعداد العمريّ في تلك المرحلة للإصابة بالتلف الكلويّ نَظرًا للتقدم بالسن.
أما بالنسبة للحالات التي لا تتعلق بـ التهاب الكلية الخلاليّ التحسسيّ فإنه غالبًا ما يرجع لعدة أسباب منها الاضطرابات المناعيّة مثل مرض الذئبة، وكذلك اضطرابات العناصر الكيميائية داخل الدم مثل نسبة البوتاسيوم المنخفضة، أو نسبة الكالسيوم المرتفعة.
تؤدي بعض الالتهابات بدورها إلى التهاب الكلية الخلاليّ، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتطور خلال أشهر أو سنين رجوعًا إلى أسبابِ واضطرابات أخرى كامنة داخل المريض نفسه، وفي حالات التهاب الكلية الخلاليّ الشديدة فإن العلاج أو المعاملة الدوائية تحاول إبطاء التلف التام قدر الإمكان وحماية المريض من التهاب الكلى المتكرر.
لا تظهر الأعراض الخاصة بـ التهاب الكلية الخلاليّ فور الإصابة، ويمكن أن يتطور مع الوقت حتى يصل إلى المرحلة التي تظهر أعراضه على المريض بوضوحِ وبجلاءِ. ولكن نظرًا لحيوية المسألة، فلابد أن يرجع الذي يُشتبه إصابته بـ التهاب الكلية الخلاليّ إلى الطبيب فور ملاحظته أي تغير في طبيعة عملية التبول، وهذا من خلال الإجابة على عدة أسئلة :
هل انخفضت كمية البول لدى الشخص مؤخرًا أو ازدادت عن الحَد المعتاد له؟
هل يعاني الشخص من ارتفاع في درجة الحرارة (حُمى) دون أي أسباب أخرى واضحة؟
هل يلاحظ المريض وجود دمًا في البول عند خروجه؟
هل يعاني من الإرهاق والإنهاك بصورة متكررة على غير عادته دون وجود عوامل مسببة لذلك؟
هل ظهرت عليه أية تغيّرات فيما يتعلق بالشهية مثل الرغبة أو القيام بالتقيؤ والغثيان في أوقاتِ مختلفة؟
هل بدأ يعاني من زيادة في الوزن؟ (علامة على احتباس وتراكم السوائل داخل الجسم)
هل أصبح يشكو مؤخرًا من مشاكلِ جلديّة مثل الطفح والتورم في مناطق متعددة من الجسم؟
هل اختلفت قراءة معدل الضغط الطبيعي الخاص به ليميل للارتفاع؟
إن كانت هناك أكثر من إجابة بـ نعم، فهذا الشخص يحتاج إلى مراجعة طبيب للتأكد من صحة الكلى لاحتمالية إصابته بـ التهاب الكلية الخلاليّ خاصة إن كان ينطبق عليه عوامل الخطر الخاصة بالمرض مثل كونه مُتقدمًا بالعُمر ويتناول عدة أدوية، وكذلك الذين يتعاطون مسكنات الآلام بصورة متكررة، أو من يُشخص بأيًا من أمراض المناعة الذاتية، أو التهاب ساركويد الذي يصيب الرئتين.
إن كانت الإجابات السابقة بـ "نعم" كما ذكرنا، فإن هذا يشير بشكلِ قاطع إلى وجود خللِ في عمل الكلى، واحتمالية كون المريض مصابًا بـ التهاب الكلية الخلاليّ، وهذا ما سيتضمنه منهج التأكد والفحص من قِبل المريض للشخص الذي يُشتبه إصابته بالمرض.
البحث في تاريخ العائلة إذا كان هناك إصابات التهاب الكلى المتكرر لديهم
معرفة نوع الأدوية التي يتناولها الشخص وإذا كان واحدًا منهم ما يسبب رد الفعل التحسسيّ
الوقت الذي داوم فيه الشخص على أخذ تلك الأدوية
في حالة كان لدى الشخص تاريخًا مع المخدرات أو الأدوية التي أخذت عشوائيًا فلابد من تبليغ ذلك للطبيب، مع العلم أن هدفه الرئيسيّ ليس الحكم وإنما حمايته من الوصول إلى الفشل الكلويّ التام الذي يعيق المريض على مداومة حياة طبيعية.
تتضمن طرق الفحص أيضًا مُراقبة القلب والتنفس، فيمكن من خلال ملاحظة وتيرة التنفس والصوت الناتج عنه معرفة عما إذا كان هناك سوائل في الرئتين من عدمها.
كما أن ضغط الدم المرتفع وتغيرات الوزن المفاجئة (زيادة الوزن) تَدل على المشاكل الكامنة التي تخص الكلى، ومنها ما ينتج عن التهاب الكلى المتكرر.
إلى جانب الأسئلة المُعتادة والأولية، فإن الطبيب في حالة اشتباهه بإصابتك بـ التهاب الكلى الخلاليّ فإنه يسعى لتقييم مدى الضرر الذي تعاني منه الكلى وهو من خلال :
اختبار قياس نيتروجين اليوريا في الدم
قياس الكرياتينين في الدم
التعداد الكامل للدم
قياس غازات الدم
تحليل بول المريض
الموجات فوق الصوتية
ويُمكن في بعض الأحيان أن يحتاج الطبيب إلى أخذ خُزعة (عينة) من الكلى ثم تحليلها، وغالبًا ولحين ظهور نتيجة التحاليل والاختبارات وأي فحوصات، فإن الطبيب في حالة تعاطي المريض لأي أدوية فإنه يطلب التوقف عنها فورًا لحين الوصول إلى خطة علاجية لاحتواء الضرر الواقع على الكلى.
ما إن يعلم الطبيب السبب وراء الإصابة بـ التهاب الكلية الخلاليّ فإن الخطة العلاجية التي يضعها تعتمد عليه وهذا من خلال :
التوقف واختيار بدائل أخرى إن كان السبب وراء الالتهاب هو ردود الفعل التحسسية.
تحسين النمط الغذائيّ من خلال التخلص من الأملاح الزائدة في الطعام للتحكم في الوزن وضغط الدم
تخفيض نسبة البروتين داخل الوجبات اليومية لتحسين وظيفة الكلى وحمايتها من الضرر الذي وقع عليها
اللجوء إلى الغسيل الكلويّ في حالة الضرر الشديد للكلى وهذا لإيجاد طريقة صناعية لغسيل الدم والتخلص من السموم في الجسد
يلجأ الأطباء إلى الحل الأخير عندما تتلف الكلى تمامًا، ويصبح من الصعب إعادة الضرر، ولكن في بعض الأحيان يمكن للتدخل الطبيّ السريع أن يؤدي للشفاء في حالات الإصابة الخفيفة.
في معظم حالات التهاب الكلية الخلاليّ فإنه لا يكون حالة طويلة الأمد، وغالبًا ما يكفي معالجة المُسبب للقضاء على المشكلة تمامًا، ولكن تختلف نسب الشفاء من حالة لأخرى، وفي حالة كان المُصاب بالتهاب الكلى مُتقدمًا بالعمرِ فإن احتمالية معاناته من المضاعفات تزداد.
ولكن هذا لا يمنع أن هناك احتمالية حدوث الفشل الكلويّ المزمن، وهو حالة مُهددة للحياة في حالة عدم القيام بغسيل الكلى دوريًا أو زرع كلى بديلة يمكن أن يتعرض المريض إلى :
تراكم السوائل بصورة زائدة لتؤدي إلى الوذمات الرئوية
التورم المستمر لأجزاءِ من الجسد مثل الذراع والساق
ضغط الدم المرتفع المؤدي إلى الأمراض القلبية
اعتلال نسب البوتاسيوم والكالسيوم تؤدي إلى ضعف العظام
اضطراب الرغبة والقدرة الجنسية والخصوبة
الاضطرابات العصبية الناتجة عن تراكم السموم مثل التشنجات وصعوبة التركيز
انخفاض المناعة وارتفاع احتمالية الإصابة بالعدوى بصورة عامة
التهاب غشاء القلب (التأمور)
تهديدات على حياة المرأة الحامل وكذلك على الجنين واحتمالية الولادة المبكرة
غالبًا ما تتشابه طرق الوقاية مع النمط الحياتيّ لمريض التهاب الكلية الخلاليّ وهذا من أجل احتواء أضرار الكلى قدر الإمكان، وهو ما يشمل :
النصح باستخدام الأدوية حسب الإرشادات المتبعة في نشرتها الداخلية مع تجنب مسكنات الألم غير الضرورية.
المحافظة على الوزن الصحيّ أو إنقاص الوزن الزائد من خلال خطة غذائية مناسبة
الإقلاع أو الامتناع عن التدخين لأثرها السلبيّ الشديد على الكلى وزيادة حالتهما سوءًا
معالجة أيًا من الأمراض التي تؤدي إلى تلف الكلى مثل السكريّ وضغط الدم
التقليل من المنتجات ذات الكمية العالية من الملح خاصة الأطعمة المعلبة أو السريعة
مراقبة نسبة البوتاسيوم التي يحصل عليها المريض وتبديل الأطعمة الغنية بها بالأقل نسبة مثل التفاح والفاصولياء الخضراء والعنب والفراولة
تحديد نسبة البروتين التي يتناولها المريض بناءًا على توصيات الطبيب واستبدالها بأطعمة منخفضة البروتين
يمكن لـ التهاب الكلى المتكرر أن يُفقدها كفاءتها تمامًا، وبالتالي من الضروريّ استشارة الطبيب وإتباع تعليماته للحَد من الوصول إلى المراحل النهائية من المرض والمضاعفات التي تحدثنا عنها آنفًا، والسبب وراء ضرورة الالتفات إلى الأعراض المتنوعة التي يعاني منها المريض مع التهاب الكلى هو أن الكلى قادرة على التكيف والتأقلم لفترة طويلة قبل التداعيّ تمامًا.
يمكن أن يحتاج المريض إلى عدة أدوية حتى مع الخطة العلاجيّة نَظرًا لمضاعفات العلاج إن وصل لمرحلة الفشل الكلويّ المزمن الناتج عن التهاب الكلى الخلاليّ مثل :
أدوية التحكم في الضغط المرتفع حتى مع علاج تحسين وظائف الكلى.
الأدوية المخصصة لتخفيض مستوى الكوليسترول حماية من إصابة المريض بالأمراض القلبية
أدوية التحكم في الأنيميا إلى جانب المكملات الغذائية المختلفة لإنتاج خلايا الدم الحمراء مع عجز الكلى عن القيام بهذا
العقاقير لحماية العظام خاصة مع اختلال نسب البوتاسيوم والكالسيوم التي تُنذر بالكسور مع أبسط الحركات ولمنع التكلس
الأدوية للتحكم في الوذمات (التورم) خاصة مع تراكم السوائل المستمر وضغط الدم المرتفع
وسواء أكان النمط الحياتيّ الذي يتعلق بالنظام الغذائيّ وممارسة نشاط بدنيّ معتدلًا، فإنه يستهدف إبطاء تطور وسرعة المرض وتأجيل مرحلة الوصول إلى الفشل الكلويّ الذي يمنع الإنسان من العيش بصورة طبيعية، ولكن تجاهل الخضوع للعلاجِ وترك الأمر لـ التهاب الكلى المتكرر من الوارد أن يتسبب لخطورة على حياة الشخص مع الفضلات والسموم التي تتراكم داخل الجسد باستمرارِ نَظرًا لقصور الكلى في القيام بعملها بصورة صحيحة.
إن كنت تشكو من التهاب الكلى المتكرر عليك استشارة طبيب، أو أن تحظى بزيارة منزلية من واحدِ من نُخبة أطباء اطلب طبيب، الذي يمكنه تشخيصك وتحديد الخطة العلاجية الأمثل بالنسبة لحالتك والمتابعة معك أول بأول لملاحظة التغيرات والتطورات باستمرارِ.
هل تريد معرفة المزيد عن الأمراض الكلويّة؟ زُر مدونة اطلب طبيب حيث القسم الخاص بها، وسيفيدك معرفة المزيد عن أهم نصائح اكل مرضى الغسيل الكلوي وقائمة الأكلات الممنوعة
المصادر :