يتردد الكثير من الرجال بشأن الشكوى فيما يخص البروستاتا حيث تختلط المفاهيم التي تتعلق بتلك الغُدة والأمراض الخاصة بها، ورُغم ذلك فإن احتقان البروستاتا هو أمرٌ يشيع التعرض له، وعادة لا ينطوي على مضاعفات خطيرة أو سيئة إن تم تداركه بصورة سريعة.
في ذلك المقال من اطلب طبيب، سنتعرف أكثر على طبيعة عمل البروستاتا، ولماذا يمكن أن تتعرض للاحتقان، وما هي طرق علاج احتقان البروستاتا.
غدة البروستاتا هي جزء من الجهاز التناسلي للرجل، بحجمِ صغير كالجوز أو كرة البنج بونج، وبتكوين لين ومرن، تقع خلف المثانة وتحيط بالمجرى البولي، وبناءًا على موقعها وطبيعتها فإن يتوقف على صحتها أمران :
إنتاج السائل الذي يحمل الحيوانات المنويّة (السائل المنويّ) والذي يفترض به أن يُلقح بويضة الأنثى عند عملية الجماع.
المكان الخاص بها يجعلها مُنظمة أساسية لعملية التبول وخروج البول من المثانة مرورًا بغدة البروستاتا وصولًا لنهاية القضيب لتصريفه للخارج.
يُمكن لـ احتقان البروستاتا في تلك الحالة أو حدوث أي مشكلة أخرى لها، أن يضغط على مجرى البول مؤثرة على تدفقه خارج الجسد.
ولإثبات أن احتقان البروستاتا يسبب ضعف الانتصاب في معظم الأحيان عندما يصيب الغُدة خللًا سواء أكان احتقانًا، أو ورمًا أو تضخمًا أو مجرد التهاب، فإليك تلك الحقائق عن مدى أهمية صحة البروستاتا بالنسبة لخصوبة الرجل :
تنتج غدة البروستاتا حوالي 20% إلى 30% من السائل المنويّ والباقي يأتي من الحويصلات المنويّة والخصيّة.
السائل الذي تنتجه غدة البروستاتا يمهد للحيوانات المنويّة محيطًا مثاليًا للحفاظ على جودتهم.
عند لحظة قذف السائل المنويّ تنقبض غدة البروستاتا وتضخ السائل داخل المجرى البوليّ بحكم موقعها.
توفر البروستاتا الإنزيمات التي تنظم وظيفة الهرمونات وتعمل على تطوير الخصائص الجنسية لدى الرجال في مقتبل العمر
نَظرًا لطبيعة غدة البروستاتا التي تحدثنا عنها وكم السوائل الخاص بها، فإن تراكم السوائل داخل الغدة دون أن يتم تصريفها، يزيد من الدم المتدفق إليها، وبالتالي ينتج عن هذا احتقان البروستاتا حيث تتورم به نتيجة التراكم دون التصريف وهي ما تعلن عن ذاتها بالألام.
جدير بالذكر أن حالة احتقان البروستاتا من الممكن أن تكون مؤقتة ما إن يتم اللجوء إلى طبيب مختص لـ علاج احتقان البروستاتا، ولكن في حالة تجاهل المريض ذلك فإن من الممكن أن تتحول إلى التهاب مزمن بدورها ومع مرور الوقت.
وظائف البروستاتا ينتج عنها أعراضًا تتعلق بهم، سواء في حالة علاج احتقان البروستاتا أو أي مشكلة أخرى، مما يعني أن المريض عادة ما سيعاني من اضطرابات تخص البول وكذلك عرقلة فيما يخص حياته الجنسية.
فقدان القدرة على التحكم بالبول والمثانة والحاجة المستمرة للتبول
قِلة كمية البول رُغم الشعور المستمر بالرغبة في التبول
الاضطرابات في تيار البول من حيث صعوبة البداية أو التقطع المستمر.
ضعف التدفق في مجرى البول
في حالة تجاهل علاج احتقان البروستاتا من الممكن أن يحمل مضاعفات أخرى تتعلق بعدوى المسالك البولية، أو تكون حصوات في المثانة البوليّة، أو تعرض المريض في حالات ما وغالبًا ما تكون نادرة إلى الفشل الكلويّ، خاصة إذا فقد القدرة على التبول تمامًا عند نقطة معينة.
وبغض النظر عن أمر احتقان البروستاتا فمن المفترض أن يستشير المريض الطبيب مُباشرة عندما يبدأ بالشعور في ألام بمنطقة الجهاز التناسليّ مثل الخصية أو القضيب أو ما بين كيس الصفن والشرج، كذلك إذا لاحظ وجود دمًا في البول الخارج منه وتغير خصائص البول سواء من حيث الرائحة أو اللون.
علاوة على ذلك، فإن الحاجة لـ علاج احتقان البروستاتا سيشمل أعراضًا تناسلية أيضًا مثل القذف المبكر، أو السائل المنويّ المختلط بالدماء، وضعف انتصاب العضو الذكريّ في العمليات الجنسية.
تشترك مجموعة من العوامل المختلفة في تكوين مشكلة احتقان البروستاتا وعلى رأسها الجراثيم التي تنقل العدوى للبروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو الاستهلاك العالي للمواد الغنية بالكافيين أو حتى الأطعمة والبهارات الحارة، هذا بالإضافة إلى كون الرجل مصابًا بسرطان البروستاتا.
يمكن للشخص الذي يصاب بنزلات برد متكررة أن يكون معرضًا بصورة أعلى لـ احتقان البروستاتا، وكذلك هؤلاء الذين يعمدون إلى عدم تفريغ مثانتهم بمجرد الشعور بالرغبة في هذا.
وفي بعض الأحيان يكون السبب وراء الحاجة لـ علاج احتقان البروستاتا هو ممارسة الاستمناء (العادة السريّة) بوتيرة مكثفة أو عالية لدى الشباب، أو عدم شرب القدر الكافي من المياه.
تستطيع خلال الرحلة العلاجيّة مع الطبيب الخاص بك أن تساهم في علاج احتقان البروستاتا من خلال اتباع نمط حياتيّ صحيح بصورة أكبر، وهذا على غرار تناول الأعشاب التي تساهم في تخفيض البروستاتا المحتقنة بعدما تتناقش مع طبيبك بشأنهم أولًا، ومن ضمن تلك الأعشاب حبة البركة والبصل الأخضر والبطيخ، والزنجبيل.
كما أن الابتعاد عن الوجبات الغنية بالزيوت خاصة السريعة منها هو اختيار أكثر صحية لعلاج احتقان البروستاتا ، وعلى وجه التحديد عندما يترافق مع التدريبات الرياضية التي تنشط حركة الدم وتساعد على تحسين تدفقه للبروستاتا وخارجها.
تلك المناهج في المساهمة بـ علاج احتقان البروستاتا من الوارد أن تكون طرق للوقاية أيضًا، مع أمور أخرى كشرب القدر الكافي من الماء، وتفريغ المثانة بالكامل للابتعاد عن الالتهابات أو تراكم البول، وكذلك محاولة التقليل من المشروبات عالية الكافيين، والتوقف عن الأنشطة التي تضغط على الغدة وتسبب احتقان البروستاتا مثل الجلوس لوقتِ طويلِ نوعًا.
وفي حالة الإصابة المتكررة بالإنفلونزا، من الأفضل أن يقوم المريض بالحرص على التدفئة الملائمة للجسم لمنع الحاجة لـ علاج احتقان البروستاتا ، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف بنظامك الغذائيّ المتوازن.
أما بالنسبة للعلاج الطبيّ، فتتنوع البدائل وإن كان يلجأ الطبيب إلى المضادات الحيوية لـ علاج احتقان البروستاتا البكتيريّ، ووصف دواء احتقان البروستاتا المُسكن للألم أو نصحك بجلسات علاج طبيعيّ والتي تستخدم أساليب مُساعدة مثل التدليك الذي يرخي العضلات بغدة البروستاتا، وهناك حالات محدودة جدًا تحتاج إلى الجراحة للتدخل وتخفيف الأعراض.
هناك حالات طبية أخرى تؤثر على البروستاتا وطبيعتها مثل الالتهاب الذي عادة ما ينقسم لحادِ أو مزمن، ومشكلة البروستاتا الملتهبة بصورة عامة هي شائعة لدى الرجال في المرحلة العمرية الأقل من الخمسين.
عادة ما يكون سبب البروستاتا الملتهبة هي عدوى بكتيرية ويمكن وصف المضادات الحيوية لـ علاج احتقان البروستاتا جراء الالتهاب، أما بالنسبة للمشكلة المزمنة التي تتعدى الشكوى منها عن ثلاثة أشهر فهي تسمى بمتلازمة آلام الحوض المزمنة، وتتطلب طرق علاج أكثر كثافة وطولًا.
أما بالنسبة للرجال في المرحلة العمرية ما فوق الخمسين من العمر، يُمكن أن يعانوا من البروستاتا المتضخمة، وهي تؤثر على المثانة سلبًا، وغالبًا ما يُعرف باسم ورم البروستاتا الحَميد.
ولكن ماذا إذا لم يكن الورم البروستاتيّ حميدًا؟ وقتها يأتي دور المرض الثالث وهو سرطان غدة البروستاتا، وعادة لا يتم اكتشافه إلا في مراحل متأخرة نوعًا لكون أعراضه صامتة نوعًا ولكن الاكتشاف المبكر يجعل علاج احتقان البروستاتا السرطانيّ مُبشرًا أكثر.
المصادر
