هل يمكن لـ الحساسية المفرطة أن تهدد حياة الشخص؟ أجل، ردود أفعال الجهاز المناعيّ تجاه بعض المُحفزات يمكن أن تكون عَنيفة لينتج عنها أعراض قوية يمكنها أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُدرك من قِبل الشخص أو المحيطين به.
إذا كنت سمعت قبلًا عن حساسية الفول السوداني مثلًا وأن هناك أطعمة بعينها يمكنها أن تجعل شخصًا ما يختبر تجربة قاسية إن لم تكن مميتة، فأنت تعلم أن الحساسية المفرطة ليست "تدللًا" أو "تمنعًا" عن أمورِ بعينها ولكنها أمرًا خطيرًا ومُهددًا للحياة، ولكن ما هو سبب الحساسية المفرطة ؟ وكيف يمكنك أن تساعد مريضًا بها إن تعرض لأي محفز تحسسيّ؟ إعرف كافة الإجابات في هذا المقال من اطلب طبيب.
تَخيل الجهاز المناعيّ متحفزًا لأي مادة غريبة يُحتمل أن تجلب الضرر لك، كالبكتيريا أو الجراثيم أو الفيروسات، ليدافع عنك عبر إنتاج أجسام مضادة تتولى مُهمة منع تلك المواد من إيذائك، ولكن في بعض الحالات يكون الجهاز المناعيّ نشطًا أكثر من اللازم في إصدار ردات الفعل التحسسية تلك لينتج عنه سبب الحساسية المفرطة .
يُصاب معظم الأشخاص بالحساسية المفرطة جِراء الأطعمة، مثل الفول السودانيّ كما أشرنا في بداية المقال، أو بعض المكسرات والمحار، كما أن هناك البعض الذين يتحسسون جراء تناول مشتقات الألبان أو الأسماك، هذا بالإضافة إلى محفزات أخرى مثل المطاط، أو لدغات النحل، أو أي حشرات أخرى كالدبابير أو النمل.
وعلاوة على ذلك من اسباب الحساسية المفرطة بعض العقاقير الطبية، والعلاج الإشعاعيّ، وفي بعض الحالات النادرة أكثر يُمكن للتمارين الهوائية أن تكون سبب الحساسية المفرطة، إلى جانب التعرض لدرجة حرارة منخفضة، أو رطوبة عالية، أو حرارة عالية.
كما أوضحنا فيما يتعلق بمحفزات الحساسية المفرطة أنها تؤدي بالجهاز المناعيّ ليُصدر ردات فعل تحسسية مفرطة جراءها، فإن هذا ينتج عن المواد الكيميائية (الأجسام المضادة) التي تتحول نتيجتها عكسية لتؤذي جسم الإنسان نفسه لتشكل له صدمة الحساسية المفرطة، وهذا يحدث عندما تتوفر لدى المصاب عوامل الخَطر مثل :
التاريخ الشخصيّ للتعرض لفرط الحساسية من قبل تجعل نوبات الحساسية المفرطة معرضة للتكرار
التشخيص بمشكلة الربو أو الحساسية من قبل يجعل المريض مُعرضًا للإصابة بالحساسية المفرطة
مرضى القلب أو اضطرابات خلايا الدم مثل الخلايا البيضاء
على الرغم أن اسباب الحساسية المفرطة يمكن احتواءها عبر عدم التعرض لها، ولكن في حالة حدث ذلك ستظهر اعراض الحساسية المفرطة في فترة بسيطة من التعرض للمحفز دقائق أو ثوان، والتي من ضمنها :
الطفح الجلديّ الشديد
تغيّر لون الجلد ليصبح محمرًا أو شاحبًا
ضغط الدم المنخفض
صعوبة التنفس نتيجة للممرات الهوائية المنقبضة
عدم الاتزان والدوار
الرغبة في التقيؤ أو الشعور بالغثيان
اللسان المتضخم
الإسهال
فقدان الوعيّ
نبض القلب المتسارع أو الضعيف
بعد الفحوصات والاختبارات المختلفة، فإنه ليس هناك حلًا قاطعًا فيما يتعلق بـ أدوية الحساسية المفرطة، ولكن الطبيب يوصي وقتها باستخدام مجموعة من العقاقير الطبية التي من ضمنها مُقللات للاستجابة للمحفزات التحسسية، مضادات الهستامين والكورتيزون والأكسجين لتحسين التنفس، وغيرها، وهذا في حالة إصابتك بنوبة حساسية.
في بعض الأحيان يحتاج مريض الحساسية المفرطة إلى الإنعاش القلبيّ الرئويّ حتى نقله إلى الطواريء وهذا لوجود احتمالية بتوقف قلبه عن النبض وانقطاع النفس.
يوصي أيضًا الأطباء باستخدام الحاقن في حالة الشعور بـ اعراض الحساسية المفرطة ويُعد عنصرًا فعالًا في حماية المريض من أية مضاعفات، فهل تعلم ما الذي تتضمنه تلك العقبات الخطيرة؟ إنها حالة طبية تُهدد حياة المريض! العجز عن التقاط الأنفاس وبالتالي يعجز القلب عن القيام بعمله بالكفاءة المطلوبة وبالتالي توقفه تمامًا.
هل تفكر في قياس مناعة الجسم؟ إقرأ في هذا المقال أهم الأسئلة عن أمراض الحساسية والمناعة وإجابتها مع اطلب طبيب
في حالة لم تكن أنت الشخص المصاب، وصادف وجودك مع مريض بالحساسية المفرطة، هل تعلم ما الذي عليك فعله ما إن تلاحظ عليه الأعراض؟
إن ظهرت أي علامات أو مؤشرات للحساسية على المريض، الوقت هو الفيصل، لا تنتظر حتى تتحسن أو تختفي تلقائيًا وتَعامل على الفور معه أنه يواجهه مُشكلة مُهددة لحياته وهذا عبر الخطوات الآتية :
إتصل بالإسعاف فورًا أو إنقل المصاب بـ أعراض فرط الحساسية إلى المشفى
تأكد من المريض أخذه للعلاج عبر الحاقن أو أي طريقة أخرى
إن عجز المريض عن حقن نفسه بالدواء فقم ذلك بالنيابة عنه في منطقة الفخذ
إحرص على أن يكون المصاب بالنوبة بوضعية ثابتة ويفضل استلقاءه
تَخلص من أي رَبطة عُنق أو ملابس تمنع التنفس لتحسين قدرته على التقاط الهواء
غَطِ المريض في حالة التخلص من الملابس غير المريحة بأي غطاء متوفر
إن بدأ المريض بالتقيؤ أو النزيف، عَدل وضعية جسده إلى الجانب
إبدأ بإجراء الإسعاف الرئويّ القلبيّ إن توقف المريض عن التنفس أو الحركة
ضع في اعتبارك اختصار CAB، الحرف الأول لضغطات الصدر، والثاني يرمز للهواء والثالث للتنفس، في حالة لم تتدرب قبلًا على الإنعاش بتلك الطريقة، فيكفي استخدام اليدين، أما المدربين فيلجئون إلى الأنفاس أيضًا، بالنسبة للطريقة للمبتدئين :
تأكد أن المريض يستلقي على سطحِ مستو
خُذ جلستك بالجوار منه حيث الرقبة وكتفيّ المصاب
إبسط راحة يدك الأولى على منتصف صدر المصاب (بين الحلمتين)
ضع يدك الأخرى فوق الأولى من طرفها
إحرص على أن يكون المرفق مستقيمًا
يجب أن تكون أكتافك بزاوية قائمة على اليدين (أعلاها تمامًا)
إبدأ بالضغط لمسافة 5 سنتيمترات وتلك هي المسافة الآمنة
عند الضغط إجعل وزن جسمك كاملًا يستند على ذراعيك (ألا يكون مصدر الثقل هو الذراعين فقط)
معدل الضغطات في الدقيقة لابد أن يكون ما بين مئة إلى مئة وعشرين (100-120 ضغطة/الدقيقة)
إترك الصدر يرتد تلقائيًا للأعلى في كل ضغطة كمحاكاة لعملية الشهيق والزفير
إستمر بفعل الإنعاش القلبيّ الرئويّ في حالة كونك غير مدربًا بنفس التقنية السابقة، حتى وصول الإسعاف أو الرعاية الصحية المختصة.
إن كنت تحتاج لاستشارة طبية منزلية من طبيب مناعة، إستعن بخدمة اطلب طبيب من خلال الموقع الإلكترونيّ أو تطبيق الهاتف الخاص بنا، ومن خلاله ستتعرف على كيفية التعامل مع نوبات الحساسية المفرطة.
أما إذا كنت تريد معرفة المزيد عن المشكلات المناعيّة والتي من ضمنها الحساسية، إطلع على ذلك المقال للمعلومات الكاملة عن كيف يفيدك دكتور المناعة في أنواع أخرى للحساسية 6 أسئلة عن حساسية الربيع.. والفرق بين حساسية الربيع وكورونا
المصادر :
