حساسية الطعام مُرعبة! هل تتخيل أن تكون بخير في لحظة، ثم في اللحظة التالية يصبح نبضك ضعيفًا حتى توشك على فقدان وعيك؟ هذا هو ما استمر بالحدوث إليّ دون أن أجد تفسيرًا أو داعيًا لتلك الأعراض العنيفة، خاصة مع صعوبة التنفس التي تجعلني أشعر بجبلِ على قلبي! أعلم إنها علامات خَطيرة، ولكن ما معناها؟ ما الذي يحاول جسدي توصيله عبرها؟
لم أفهم يومًا كيف يُمكن لـ حساسية الطعام أن تجعل حالتي الصحية هشة لتلك الدرجة التي وصلت إلى الاشتباه بالسكتة القلبيّة، وهو ما استدعى رحلة من التفسيرات غير المُجدية قبل الوصول إلى علاج حساسية الطعام أخيرًا.
مع كل وجبة غداء ظللت أواجه اختبار حساسية الطعام دون أن أعلم، المُشكلة أنه مع الأعراض التي أعاني منها مثل الهرش (الحكة) والتورم في الوجه، وأحيانًا الدوار، مع أعراض أخرى تظهر أحيانًا مثل الرغبة في التقيؤ، ونبضات قلبي القوية والعنيفة أو الضعيفة في أوقاتِ مع صعوبة التنفس، كنت أجد تفسيرات كثيرة دون داع.
أحيانًا أعيد أعراض حساسية الطعام المتأخرة إلى لدغة ناموسة دون أن أدري، أو طعام غير نَظيف رغم أني أحرص دائمًا على نظافة الأدوات والمكونات، حتى أن بعض الأشخاص قاموا بـ تحليل حساسية الطعام على أنها إرهاقًا أو داء السكريّ!
في بعض الأحيان تتحسن الأعراض عند اختبار حساسية الطعام وتختفي، وفي أوقاتِ أخرى تختفي لوقتِ وجيز ثم تعاود الظهور بنفس الصورة العنيفة إن لم تكن أشد.
لم أفهم يومًا لماذا تواجهني تلك الأعراض مع تناول الطعام فحسب! حتى وإن كانت كميات ضئيلة، أحيانًا تجعلني أعاني من نفس الأعراض، أشعر بالقشعريرة، والاحمرار في مناطقِ معينة من جسمي مع الرغبة بحكها بشدة، والتورم الذي يجعلني وكأني تعرضت للضرب!
أذكر يومًا أني تناولت وجبة المعكرونة بالصلصة البيضاء، وبعد لحظات أصبح ألم البطن شديدًا حتى اضطررت إلى التقيؤ، وحتى بعد هذا لم ترتح معدتي، لأعاني من الإسهال والعطس والعيون الدامعة وأنفي المسدود، وبالطبع، لم يملك أحدًا تفسيرًا لذلك سوى أني مُصابًا بنزلة برد أو نزلة معوية شديدة!
هل تود معرفة علاقة الحساسية بمناعة الجسم؟ إقرأ في ذلك المقال عن المزيد أهم الأسئلة عن أمراض الحساسية والمناعة وإجابتها مع اطلب طبيب
بالطبع، لم يكن الوصول إلى تحليل حساسية الطعام ومعرفة السبب سهلًا، خاصة مع كم المبررات الجانبية التي تلقيتها خلال ثلاث سنوات ممن حولي ومن نفسي على حدِ سواء، حَتى وقعت الحادثة الأكبر في حياتي.
فجأة، شعرت بالأرض تهتز أسفل قدمي والدوار شديدًا، وأكاد أشعر بالدم ينخفض من رأسي لساقي، ونبضات قلبي أشبه بالطبول، وأظلم كل شيء وعلمت فيما بعد أني فقدت الوعي.
تجربتي مع تحليل حساسية الطعام ومتابعتي مع الطبيب فيما بعد أدركت أني أعاني من ردود فعل تحسسية من أطعمة مُعينة، جراء مُعاملة الجهاز المناعيّ للبروتينات فيها أنها أجسام مُعادية وضارة ليبدأ في مكافحتها بعنفِ فتظهر الأعراض.
إدراكي لـمُشكلتي الصحيّة بعد فترة طويلة من الوقت جعلني أكثر انتباهًا للأطعمة التي تحفز الحساسية، بالنسبة إليّ كانت السمك، والمنتجات التي تحتوي على القمح أو مشتقاته وهذا يشمل المخبوزات بالطبع، والفول السودانيّ وكذلك منتجات الألبان.
هذا ما جعلني أفهم جيدًا الأعراض التحسسية من الطعام عند الرضع لشكوى ابن أخي المُستمر من ضيق التنفس مع كل كوب من الحليب، ورُغم أنه تخطى عُمر الرُضع لكنها مُشكلة مبكرة لديه، وبالطبع الجهل بالمشكلة أدى لتجاهلنا إياها لفترة مُرجعين إياها لنفوره من مذاق الحليب أو "التدليل"الزائد!
في التجربة السابقة التي طرحها اطلب طبيب للتحسس من الطعام، تُدرك أن حساسية الطعام عند الرضع والأطفال لا تختلف كثيرًا عن البالغين، وغالبًا ما تسبب نفس الأعراض، مع العلم أن هناك أكثر من 170 نوعًا من المسببات الغذائية للحساسية، وغالبًا ما يتم اكتشاف المريض بها مُبكرًا، أحيانًا يتم احتواءها، وفي بعض الأحيان تكون مُزمنة ويحتاج المريض إلى الالتزام بنمطِ غذائيّ وحياتيّ صارم منعًا لأي مضاعفات خطيرة مثل التأق المؤدي للوفاة.
علاج حساسية الطعام يكمن غالبًا في تجنب المسببات تمامًا، مع العلم أن هناك مبدأ تفاعل تبادليّ محتمل، مما يعني أنه في حالة حساسيتك مثلًا من مادة اللاتكس، فمن المرجح أنك تعاني من الأعراض التحسسية أيضًا من الفواكه المختلفة.
يسعى دكتور علاج حساسية الطعام أن يسيطر على الأعراض من خلال مضادات الهيستامين، أو الحقن في حالة ردات الفعل التحسسية العنيفة والشديدة.
هل أنت مُهتم لمعرفة المزيد من التجارب؟ إقرأ في مدونة اطلب طبيب عن ماذا يأكل مريض التهاب البنكرياس ؟ إعرف الممنوعات من الأطعمة وشاركنا تجربتك عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ الخاصة باطلب طبيب عبر الفيسبوك.
أما في حالة كنت تحتاج مُساعدة طبية متخصصة لمواجهة مشكلة الحساسية من الطعام أو أي مشكلة حساسية أخرى، استعن بخبرة طبيب من نُخبة الأطباء في اطلب طبيب عبر الاتصال بالخط الساخن مُباشرة أو ملء استمارة الحجز لزيارة منزلية.
المصادر :