مناعة القطيع كم مرة سمعت عنها من قبل؟ هل تشعر أنها عبارة عن مصطلح طبيّ مبهم؟ أو أنها تحتاج لتفسيرِ لمحو ما يتعلق بها من علامات استفهام؟ حان الوقت الآن لتعلم أكثر عن ماهيتها وكيفية تحقيقها، ولماذا هي مهمة في المقام الأول.
في هذا المقال من اطلب طبيب يمكن التعرف على كافة المعلومات حول نظرية مناعة القطيع وأيضًا أبرز النصائح فيما يخص تقوية المناعة مع وباء كورونا المستجد.
هل تفكر في علاقة وباء كورونا بأمراضِ أخرى؟ إطلع على 6 أسئلة عن حساسية الربيع.. والفرق بين حساسية الربيع وكورونا
ما معنى مناعة القطيع ؟
لشرح ما هي المناعة المجتمعية أو ما هي مناعة القطيع يمكننا تخيلها كدائرة مُحكمة الغَلق، وتلك الدائرة تحتوي على عددِ كبيرِ من الذين يتمتعون بالحصانة من مرضِ أو وباء مُعين، وبالتالي يصبح انتقال المرض من شخصِ لأخر غير وارد لأن معظم الوقت سيتعامل مع أشخاص لديهم مناعة قوية.
يمكنك فِهم الأمر أكثر إن تصورتها مثل مجموعة من الأقوياء يحيطون بأخرين ضُعفاء، لذا هم يشكلون الحماية والرعاية لهم، وهو ما يجعل مناعة القطيع معنى يشير إلى حماية من لديهم عوامل الخَطر سواء أكانوا كبار السن أو الأطفال الرُضع نَظرًا لضعف الجهاز المناعيّ لديهم.
في حالة تمتع مجتمع أو مجموعة ما بهذا النوع من المناعة، سنلاحظ انخفاض معدلات الإصابة واختفاء المرض نسبيًا أو على الأقل تراجع معدل انتشاره بصورة واضحة.
بعدما فسرنا "ما هي مناعة القطيع" فإن المجتمع يحتاج للوصول إلى حصانة ضد وباء ما حسب نظرية مناعة القطيع إلى السير على خُطى طريقين أولهما عن طَريق التقاط العدوى بصورة طبيعية، والثانيّة عبر تلقي اللقاح الطبيعيّ.
من المعروف أن جسم الإنسان الطبيعيّ يطور أجسام مضادة في حالة إصابته بعدوى لتجنب التقاطها مستقبليًا مرة أخرى، ولكن تلك الطريقة للوصول إلى مناعة القطيع يمكن أن تحتوي على قدرِ من المُخاطرة، لأنه حتى في وجود الأجسام المضادة من الممكن أن يُصاب الشخص بالعدوى مرة أخرى.
أما الجانب الأخر من المخاطرة فيما يخص المناعة عبر العدوى، هو أن وباء كورونا لديه مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان ويؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، وبالتالي تعجز منظومة الرعاية الصحية في حالة تَزايد الحالات المُصابة -لتحقيق مناعة القطيع- على استيعاب هذا العدد الكبير أو توفير ما يحتاجونه من علاجِ ومتابعة صحية.
أما بالنسبة للطريقة الثانية لتحقيق مناعة القطيع لتحقيق هذا النوع من المناعة عبر اللقاح الطبيعيّ، فهذا في حالة حصول أغلبية المجتمع على اللقاح وبالتالي السماح لأجسادهم لتكوين أجسام مضادة لوباء كورونا المُستجد، وهذا ما يحميهم من التعرض لمضاعفات خَطيرة أو تصاعد لحدة الوباء على عَكس الطريقة الأولى (العدوى).
وعلى الرغم من أن هناك نسبة لا بأس بها يشعرون بالتردد تجاه التقدم لأخذ اللقاح نتيجة لبعض التحفظات، أو نَظرًا لكون اللقاحات الطبيعية الآن تجاه كوفيد-19 ما زال يُحيطها بعض علامات الاستفهام أو لعدم توفر منافذ اللقاح في أماكن معينة، ولكن في حالة إتباع ذلك الطريق عبر اللقاح والمصل يمكنه تحقيق مناعة القطيع وتكوين حماية عامة تجاه كوفيد-19.
الآراء حول نظرية مناعة القطيع
تملك مناعة القطيع معنى مميز فيما يتعلق بمكافحة العدوى، ولكنها ما تزال مسألة جدلية وأخلاقية في آنِ واحدِ، كيف يمكن تعريض شخص سليم صحيًا لعدوى لا يمكن ضمان مضاعفاتها أو أعراضها عليه؟ وحتى إن استطاع اكتساب مناعة منها، فانتقال العدوى منه إلى الأخرين من الممكن أن تأثر عليهم سلبًا وتقلص فرصتهم في النجاة.
كما أن لدى تلك المعضلة الأخلاقية إشكالية أخرى، وهي أن الأبحاث التي أجريت على نظرية مناعة القطيع وكوفيد-19 ما زالت قيد الدراسة، وأن حتى بتعريض السكان إلى العدوى، ففرصة نجاة كبار السن ومرضى الحالات الطبية الحرجة أو المزمنة ضئيلة، هذا بالإضافة إلى أنه ما زالت هناك أسئلة قائمة مثل :
هل الاستجابة المناعية لدى الأشخاص قوية لمحاربة العدوى؟
ما مدى استمرارية الاستجابة المناعية لدى الأشخاص؟
إلى أي مدى تصل الفروق الفردية فيما يتعلق بالاستجابات المناعية عن وباء كورونا؟
هل الاستجابة المناعيّة تظهر لدى الأشخاص المصابين بعدوى عديمة الأعراض أم الظاهر منها؟
هل تقل المناعة المكتسبة تلك لديهم مع مرور الوقت؟
لذلك وحسب منظمة الصحة العالمية فإن اتباع طرق مناعة القطيع لا زالت غير آمنة، خاصة لأن نسبة الذين أصيبوا بالفعل بالوباء أقل من 10% من عينة الدراسة، وهذا بناءً على دراسات الانتشار المصليّ.
النصائح التالية التي تتبعها لتقوية مناعتك أو الحفاظ على نفسك ومن حولك من المرض هي غالبًا ما تسمعها دائمًا ولكن لا بد من إتباعها بحرصِ، خاصة مع تراجع ذلك الحرص والعناية بالتعقيم والإجراءات الاحترازية، إلا أنه مع تلك الإرشادات فأنت تسير أيضًا في السبيل لتحقيق مناعة القطيع بدورك.
إتباع مسافات التباعد الاجتماعيّ والإبقاء على مسافة لا تقل عن مترين مع الأشخاص حولك.
مدة غسيل اليدين لتعقيمها بالماء والصابون هي عشرون ثانية على الأقل، أو يمكن التعقيم باستخدام الكحول.
ارتداء الكمامة أمرٌ لا غنى عنه في الأماكن المغلقة أو المفتوحة لتجنب التقاط العدوى أو نقلها للآخرين على حدِ سواء.
تغطية الأنف والفم إن كنت تسعل أو تعطس بصورة مستمرة مع التأكد من رمي المنديل بعد الاستخدام، أو وضع كمك على فمك وأنفك في حالة عدم توفره.
عَقم الأسطح التي يمكن للفيروسات البقاء عليها خاصة تلك التي تتعرض لها كثيرًا مثل المناضد ومقبض الباب وغيرها.
إعزل نفسك مع شعورك بأي أعراض تَدل على إصابتك بالوباء أو اشتباهك به حتى التأكد مع إتباع بروتوكول وباء كورونا الموصيّ عليه.
إحصل على القدر الكافيّ من النوم يوميًا والذي يتراوح ما بين السبع إلى التسع ساعات.
مارس الرياضة حتى وإن كان بمعدلِ بسيط يوميًا أو عبر تغيير النمط اليوميّ لصعود السلم بدلًا من المصعد أو المشي لمسافة قصيرة.
تحسين النمط الغذائيّ عبر تقليل السكر والكافيين وإدخال الفاكهة والخضروات والطعام الصحيّ.
تجنب الاستهلاك العالي للكحوليات والسجائر، وتحدث مع طبيبك المعالج عن طريقة للإقلاع عنهم
إدخال الأطعمة الغنية بالدهون المفيدة وأخذ المكملات الغذائية التي تحتاجها مثل الكالسيوم أو الماغنسيوم وغيرهم.
إدراك ما يحتاجه جسمك من عناصر وفيتامينات مفيدة مثل فيتامين سي وإي وأ ودي وغيرهم.
خفف من مصادر التوتر والقلق لأن الجسم يتعامل معهم على أنها مُهددات صحية مما يضعف الجهاز المناعيّ.
شارك الآخرين أفكارك ومخاوفك لقدرة ذلك على تقليل الحزن والتوتر والقلق والضغط العصبيّ.
هذا أغلب ما تتداوله المنظمات والمؤسسات الصحية الرسمية فيما يتعلق بـ ما معنى مناعة القطيع ،لذا إن كنت مهتمًا لمعرفة المزيد عن المصطلحات الطبية المتداولة حديثًا، زُر مدونة اطلب طبيب التي تعرض كافة المعلومات الصحية التي تحتاجها، إلى جانب توفر مواضيع عن أمراض صحية مختلفة، يمكنك على سبيل المثال قراءة المزيد في أهم الأسئلة عن أمراض الحساسية والمناعة وإجابتها مع اطلب طبيب
المصادر:
